نهج بديل لإنتاج الطاقة من خلال تكنولوجيا الهيدروجين

في حين أن صناعة النفط السعودية لا تزال عنصرا أساسيا اقتصاديا، إلا أن البحث في خيارات الطاقة البديلة مازال مستمرا ايضا ، وأكثر هذه الخيارات شعبية هي تكنولوجيا الهيدروجين. بدأت شركة ارامكو السعودية بالفعل في الاستثمار بكثافة في المشروع.

تأتي هذه الخطوة التالية بعد ضغط عالمي كبير لاعتماد ممارسات أكثر استدامة والبحث عن بدائل يمكن أن تعمل على الحد من التأثير البيئي الناجم عن الاستخدام الواسع النطاق للوقود الأحفوري.

ومع نضوج التقنيات ووفرتها تجاريا، يعتقد أحمد الخويطر الرئيس التنفيذي للتكنولوجيا في ارامكو أن البلاد وصلت إلى نقطة انقلاب في سوق الهيدروجين. ”

من المهم أن نفهم أن مشاريع الهيدروجين لا تزال تستخدم الوقود الأحفوري. هذا الإنتاج من الهيدروجين الرمادي والبني لا يزال ينتج غازات الدفيئة، ولكن لمكافحة هذا الأثر الجانبي غير المرغوب فيه، تركزالمملكة العربية السعودية على تكنولوجيا احتجاز الكربون مما يساعد على خلق “الهيدروجين الأزرق”، وهو منتج أنظف بكثير ولايسبب إطلاق ثاني أكسيد الكربون.

وقد ترك إلحاح شركة ارامكو لبناء سوق والاستفادة من التكنولوجيا المبتكرة بلدانا أخرى متخلفة في الوقت الذي تتطلع فيه الشركة إلى إنشاء قاعدة عملاء واسعة النطاق بحلول عام 2030.

وتتوقع دراسة أجراها بنك أوف أميركا أنه بحلول عام 2050 سيكون الهيدروجين الأزرق قد حل محل ربع جميع أنواع الوقود. وتأكيدا لنفس النوع من الهيمنة على سوق الهيدروجين التي تتمتع بها على إنتاج النفط، تقوم المملكة العربية السعودية باستثمارات كبيرة نحو بنيتها التحتية لإنتاج الهيدروجين.

كما تبحث المملكة في نوع ثالث من إنتاج الهيدروجين وهو الهيدروجين الأخضر، والذي يتكون بالكامل من موارد الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح. ومع ذلك، ووفقا للإحصاءات التي قدمتها أرامكو، فإن إنتاج الهيدروجين الأخضر حاليا أعلى بخمس مرات من نظيره الأزرق. وهم يأملون في جعل التكاليف أكثر قابلية للتطبيق في وقت قريب بحيث يتم القضاء على استخدام الوقود الأحفوري غير المتجدد.

وقد بدأ العمل في هذا الشأن بالفعل حيث استثمرت شركة المنتجات الجوية والكيماويات ومقرها بنسلفانيا وشركة أكوا للطاقة السعودية في مدينة نيوم الشمالية الشرقية 5 مليارات دولار لتطوير مصنع مخصص فقط لإنتاج الهيدروجين الأخضر. ويمكن لهذا الاستثمار أن يشهد تنويع السعودية لاقتصادها من خلال قيادة الطريق في إنتاج هذا المستوى الصناعي، والوقود المتجدد بالكامل.

ويدور السباق في الوقت الذي تتطلع فيه المملكة العربية السعودية إلى الحفاظ على دورها كمورد رئيسي للطاقة في الاقتصاد في مرحلة مابعد الوقود الأحفوري.